قضيّة قتل

العمل المسرحي يستند على قصّة منفرد فرانكي، التي بها يسترجع أعمال العنف التي نفّذت على المواطنين اليهود في المدينة التي ولد فيها في الليلة ما بين اليوم التاسع والعاشر من تشرين الثاني 1938 – “ليلة البلّور. المؤلف يعود كشخص بالغ الى مكان وقوع جريمة طفولته، يكتشف ويكشف بمساعدة مونتاج (تنسيق) أدوات أدبيّة وتوثيقيّة آليات التملّص وغضّ النظر التي أتاحت تلك الاعمال التي نفّذت.

العمل المسرحي يبدأ بدعوة الممثلين المتواجدين بين الجمهور، بذهاب والإياب من الحاضر المسرحي الى الماضي الدرامي- مشاهدة أحداث وسماع أصوات، تارة من وجهة النظر الساذجة لطفل، وتارةً أخرى من وجهة نظر واعية للشخص البالغ الذي أصبحه هذا الطفل.

يتكلّم الممثلون بأصوات حكواتيّة، التي تتدحرج واحدة تلو الأخرى الى أصوات شخصيات من القصّة- شهّاد، جيران، أطباء، موظفو وكالات تنفيذ القانون، ومنفّذي الجرائم.

نحن، مثل كاتب القصّة الذي يقوم بحفريّات أركيولوجيّة في موقع طفولته، نتفحص عن قرب الاحداث التي جرت قبل سبعون سنة، ليس فقط لنفهم الماضي بشكل أفضل، إنّما لكي نفتح أعيننا لما يحدث الآن في الحاضر .