قصّة عن هدم وبناء، عن ذاكرة ونسيان
بحسب كتاب لتمار برچر ديونيسوس في السنتر
عمل مسرحي من تأليف روت كنير
إعداد: أڤنير بين-عاموس، روت كنير | موسيقى: شوش رايزمان | تصميم: سيڤان ڤاينشطاين | إضاءة: شاكيد ڤاكس | أكورديون: عاميت بارـصدق
المشتركون في ليست هناك مناظر مفقودة (نسخة مجدّدة لديونيسوس في السنتر): دوري إنچل، رونين بابلوكي، شيرلي چال، دافنا هركابي، عادي مئيروڤيتش، چاي سلمان، ناتالي فاينشطاين، تالي كارك. مشتركون إضافيّون في ديونيسوس في السنتر (عمل مشترك لروت كنير وخرّيجي قسم المسرح في جامعة تل أبيب): راحيل زيندر، رڤكة دي لرينة، زهاڤيت كاسپي-أشرات، دڤير شڤارتسبرچ، ميخال شتملر، ايال شاي.
العرض الأوّل: ديونيسوس في السنتر ـ29.06.2004 جامعة تل أبيب؛ 2.10.2004، مهرجان عكا | ليست هناك مناظر مفقودة – 15.11.2007، قاعة ڤاردة، مركز سوزان دلال
أنها قصّة عن مكان، وهذا هو المكان: حوض رقم 6903 ديزينچوف سنتر، حي نورديا سابقًا، حي الأكواخ، أرض حنّاوي، كرم حنّاوي، عقار مندلمان، فدرمان، پيلتس، أرض متروكة، الحد الشرقي لمدينة تل أبيب.
عمّا تتحدث القصّة؟ هل هي قصّة عن أحد هذه الأماكن؟ ام عن المكان الذي يشملهم كلهم؟
سيكون التأمُّل أركيولوجي: نظرة الى الماضي من أعالي التل حيثما تراكم هناك على شكل طبقات فوق طبقات. بدءًا من المركز التجاري الناجح التابع لعائلة پيلتس، مكملًا الى الحي الأشكنازي الفقير نورديّا وحتّى الكرم الهزيل التابع لمحمد حنّاوي. وعندما سيُهدم ديزينچوف سنتر على يد مستثمر جديد، او يتحوّل الى حديقة في مركز المدينة، سيصبح هو ايضًا عنصر من العناصر المتراكمة لهذا التل…
ليست هناك مناظر مفقودة: قصّة مكان
أڤنير بين-عاموس
المكان: المُجمّع المحيط لمفرق شارعي ديزينچزف والملك جورج في تل أبيب، المكان الذي يقع عليه (المجمع التجاري) ديزينچوف سنتر. إنها قصّة قطعة أرض تخبئ داخلها ذكريات من فترات زمنيّة سابقة لأشخاص، أغراض وأحداث متراكمة ومخلوطة واحدة بالأخرى. هناك سؤال مركزي واحد موجّه لقصّة المكان: ماذا كان هنا من قبل؟ تروي المسرحيّة جواب هذا السؤال بسيرورة تشبه الحفر للعمق، داخل طبقات أركيولوجيّة، تنقل المشاهدين بحركة إرجاع من الحاضر الى الماضي. تحت الدكاكين اللامعة التي تشكل اليوم ديزينچوف سنتر يمتد حي نورديا، الذي كان مكوّن من أكواخ هشّة يسكنها اللاجئون اليهود، القادمون من أوروپا بدون شيء سنوات الثلاثين والاربعين من القرن الماضي. وتحت حي نورديا يظهر الكرم، الذي عمل به أهل القرى العربيّة سكّان شمال يافا، المنشيّة، سلمة وصمّيل.
ليست هناك مناظر مفقودة هي أيضًا قصّة العائلات التي كانت مرتبطة بالمكان، كل واحدة بحبال من نوع آخر: عائلة پيلتس، المقاول والمستثمر، الذي هدم حي نورديا وبنى ديزينچزف سنتر؛ عائلة چولدمان، المذكورة في كتاب يعقوب شبتاي مذكرات (زخرون دڤاريم)، وهي تعبّر عن عائلات بلحم ودم كانت تعيش في حي نورديا؛ وعائلة حنّاوي، من أغنياء يافا، ملّاكي أراضي الحي، والتي نُفيت في 1948. تُحكى قصّة المكان من خلال نصوص كثيرة ومتنوّعة: مكاتيب وبروتوكولات، أشعار وقوائم جرد، قوانين ونُظُم، مقاطع من روايات ومذكرات كتبت على يد موظفين وجنود، سكّان ولاجئين، كتّاب وشعراء- س. يزهار، يعقوب شبتاي وأڤوت يشورون. تشكّل هذه النصوص سيمفونية تتركب من أصوات تكمّل وتعزز واحدة الأخرى، وأحيانّا تناقض فيما بينها. تسترجع هذه النصوص الماضي الشخصي، العائلي، المحبوك بالماضي التاريخي، العام، وتحاول أن تعطيه معنى خاص به. هكذا يولَدُ مسرح القصّة الذي يجنّد كل الأدوات المسرحيّة المتاحة أمامه ليكشف الجذور المجهولة لكياننا في هذا المكان.