عن مسرحية النو اليابانية تانيكو
من تأليف: بارتولد بريخط
ترجمة: أهرون شبتاي
عمل مسرحي من تأليف روت كانر
موسيقى: رون شاپيرا
المشاركون: رون بابلوكي، دافنا هركبي/ عادي مئيروڤيتش، چاي سلمان، تالي كارك
العرض الافتتاحي: 30.12.2009، جامعة تل أبيب
لقد رحلت المجموعة الى الجبال، حيث كان المعلم والصبي ضمنها.
غير أن الصبي لم يكن أهلًا للصعاب،
لقد كان يحمل قلبه الذي يحن للعودة السريعة، أكثر مما يتحمّل.
وعند الفجر، وبالقرب من حافة الجبل
كان الصبي يجر أقدامه بتعب شديد.
قصّة ساحرة وقاسية عن التعليم، الطاعة، التفكير الحر، عن ما بين الفرد والمجموعة، تقديم التضحية وعن التكافل.
القائل نعم هي قصّة ولد يقوم بسبب مرض أمه بالانضمام الى بعثة بصحبة معلّم وتلاميذ، الذين ينطلقون الى رحلة بحث حول دواء للوباء. الولد لم يتحمّل ظروف الرحلة المهلكة، فيطلب منه أصحاب المجموعة كما هي العادات السائدة، موافقته بأن يتركوه خلفهم ويكملون. يقوم الولد بالموافقة، لكنه يخاف أن يموت وحده، فيطلب ان يلقوا به في الواد. التلاميذ بدورهم ينفذون طلبه.
القائل لا هي إعادة لنفس القصّة لكن هذه المرّة النهاية مختلفة، حيث ان الولد يقترح سَنّ عادات أخرى وهي : “التفكير مجددًا بكل حالة جديدة”.
النص المضاعف يمتحن سؤال الموافقة – موافقة الفرد بأن يفدي نفسه، ليتيح للمجتمع كلّه ان يتقدّم. وفي الوقت ذاته يثير السؤال حول كيفية ترسب الأدوار التي يريدنا المجتمع أن نلعبها في داخلنا، وكيف تجبرنا هذه الأدوار أن ننصاع اليها ونوافق عليها. يهدف عملنا هذا الى التطرق لهذه الأسئلة.
العمل المسرحي يحاول ان يتتبع أحداث القصة من خلال فحص أسئلة تتعلّق بتجسيد الشخصيّات. نحاول ان نبحث في الإيماءات التي تميّز كل شخصيّة في القصّة تبعّا للسؤال” كيف يخبّر الانسان عن نفسه؟”. المسرحيّة تربط بين مصطلح الإيماء عند بريخط وبين مصطلح “الاستجواب” (interpellation) التي وضعها الفيلسوف الفرنسي لويس ألتوسير في كتابه “الأيديولوجيا وأجهزة الدولة الايدولوجيّة”. الموافقة التلقائية للفرد ان يستجيب لمناداة (مثل المناداة “مرحبًا، أنت هناك!”) ويستدير الفرد و”يجاوب”.
بحسب ألتوسير، ان يكون الفرد ذاتًا تتصرّف بشكل لائق لقيم الأيدولوجيّة التي تسيطر وتثبت مميزات معيّنة للهويّة.
نحن نسأل- كيف يشار الى استجابة الفرد” للعادات الكبيرة”؟ أي إيماءات تشغّلها؟ وهل مميزات الهوية التي تحددها العادة قابلة للاستئناف؟
العمل الفني يبحث أيضًا في الحبكة الموازية للشخص- الممثل المؤدي، حيث أن التوتر بين التوجه للشخص وبين الموافقة (أي القول “نعم”) أو الرفض (أي القول “لا”) ترتبط بأسئلة ممثل ومسرح: ما هي العلاقات التبادليّة بين ممثل ومجموعة المسرح التي يعمل بها، ومتى يولد توتر أو فجوة بين هدف الممثل لتحقيق ذاتي وبين تحركات وأهداف المجموعة والمسرحيّة.
ترافق العمل حوارات ما بين الموسيقى الحيّة وبين الكلام والغناء، وذلك بهدف البحث في العلاقة الفعّالة بين قوالب فنيّة وبين حريّة الابداع.