وقت يزهار

لنتذكر الآن بأمر أهم. أهم من كل شيء. أمر يمنع ان ينسى أبدًا. ومن الواجب التمسك به باثن اليدين جيدًا، نحفظه ونثبته في القلب، وما يعني هذا؟ لا أعرف ماذا. أعرف، أولًا، أن على كل انسان أن يكون محب ومخلص لما هو عليه، الجميل، الحي، الفرح، المزدهر، الصامت. ويتبعه، ولا يستسلم، لا يتراجع، ولا يترك الأمر، ولا يسمح لأي فوضى أن تأتي مكانه، ولا حتى للحظة، ولا حتّى في ساعة خيبة أمل […] كل شيء، كل شيء عدا ان يسمح لأي فوضى ! لا! ولماذا كل هذا؟ لأن هكذا جيد.”
س. يزهار، من “يمامي تسچلاچ”\ “أيام صقلغ”

 


تتناول مجموعة المسرح مؤلفات يزهار في عملها منذ عام 2001. لغته الغنيّة، المليئة بالموسيقى، مواضيعه، التي تعرض الشخص بلحظاته المجرّدة والمكشوفة، قدّموا لنا الهامات لا نهائيّة. قمنا بإنتاج عرضين كاملين مرتكزين على كتاباته: ” اكتشاف الياهو” وقرب البحر” كما وعرضنا مقاطع من “مكدموت”.
كتابة س.يزهار الرائعة تعبّر عن أعماق الكينونة الاسرائيليّة. البحر والجبل، السماء المزروعة بالنجوم، الناس، النباتات، النمل، الأصوات، تدرجات لون الضباب، الحروب- كل هذه تتكتّل لتصبح أنسجة لسانيّة دقيقة، متحددة ومفاجئة.

بمناسبة عيد ميلاده ال100 – ، الذي يتوافق مع رأس السنة العبريّة תשע״ז 1977, سنحتفل بأعمال يزهار، أحرفه حركاته رموزه وأسراره- عن طريق لقاءات أدبيّة ومسرحيّة مختلفة: “لا-لا-لا لا-لا-لا” – ليلة لمرة واحدة وهي احتفال بعيد ميلاده،  وفيها  فسيفساء من الأعمال المسرحيّة التي تكوّنت من عالم الكلمات الرائع ليزهار، “مغامرات حوميت” قصّة عن نملة، “ركض” لجوقة، عازفين وممثلين – قصّة عن رحلة تتعرقل وتتحوّل لمواجهة شديدة أمام الريح، البحر والوقت، و“قراءة جماعيّة” – لقاءات نقوم من خلالها بدعوتكم لقراءة مشتركة مع ممثلي المجموعة لنصوص لاذعة للغاية، داخل دوائر قراءة حميميّة.

عالم كتابة يزهار هو عالم شجاع، ساحر بقوّته، مشبع بالجمال، كما ويتيح المجال للنظر الى المكان الذي نعيش به من وجه نظر باحثة وناقدة. نحن نحتفل بأعماله بكل أوجهها: كونها تلمس بشغف الاساسات العميقة للأرض وسكّانها، وفي الوقت ذاته تثير أسئلة لاذعة وغير مريحة عن الكليشيهات المستهلكة (المعنويّة والاجتماعية)، عن أعمال التدمير والظلمات التي تصنع في اماكننا.