تقوم مجموعة مسرحنا منذ عام 1998 بسيرورات استشفاف على المسرح تهدف إلى تعميق وسائل التعبير بواسطة التمثيل، الحركة، والعمل على الصوت والنغمات والتعبير وبواسطة التصويرات البصرية. نهتم كثيراً بالمراجع الأدبية، دراسة الثقافة، السلوكيات والمصادر الوثائقية. تركز المجموعة على النصوص التي كتبت باللغة العبرية، ومن خلال الاطلاع على نصوص أخرى. نحاول تطوير لغة مسرح محلية تدرس البيئة التي نعيش فيها وتعكسها، من ناحية المضامين، ومن ناحية الطابع المحلي للمواد الخام التي تركب أعمالنا: الكلمات، الالوان، الأفكار، النغمات، الملابس، اللفتات والتخوفات.
“الغرض من التمثيل هو الكشف عن الأكاذيب وتحرير الانسان من المسلمات التافهة”
(ماكس راينهارت)
نحن نؤمن أن العمل الابداعي بحد ذاته هو عمل تحرري، نحاول عبره التحرر من المسلمات المسرحية المستلبة. نصبو إلى عمل ابداعي ينبع من الاصغاء العميق للحقيقة الذاتية والفنية، التي تتضمن توجها زاهدا من أدوات المسرح ومحاولة خلق شاعرية مُقلّة لكل عنصر، فيها قدرة تمثيلية وقدرة على التغيّر. نبحث عن وسائل تعبير حيث السؤال أهم من الجواب، والبحث والتلعثم أفضل من غطرسة الادعاء بالمعرفة. نحاول التوصل إلى عمل ابداعي تنفتح عبره مناطق حساسية، يلامس مشاهد غير محلولة. فرضيتنا الأساسية تقول العمل المسرحي يشكل عالما مستقلا، قواعده ومبادئه المحركة قادرة على الاثارة وعلى تطوير مبادئ مماثلة في العالم الحقيقي. نحاول عبر أعمالنا لمس روح المُشاهد، من خلال الايمان بأن الشخص الذي تهتز أوتار حساسيته يكون إنسانا أفضل، تتعزز فيه قدرة الاصغاء والانفتاح على الآخر.
تقوم طريقة العمل التي طورناها على العمل المختبري، الذي يتضمن بروفات متواصلة، نقوم خلالها بالعمل الجسدي-الصوتي الخلاق والمكثف: إثارة حركة اندفاعية مصدرها دوافع داخلية، دراسة النص من ناحية امكانياته الحسية-الصوتية-الايقاعية الكامنة، ومن ناحية تطوير الطبقات الدلالية البرغماتية (عملية الكلام)، تطوير العلاقات المركبة بين الكلمة والحركة والتصوير البصري، والعمل على مواد شخصية كمصدر ظاهر أو مخف للحدث المسرحي. نحن نحاول أن نخلق حوارا فعّالا بين جميع العاملين على المسرحية، بحيث تنهار الحدود بين مجالات المسؤولية التقليدية، وبحيث يتواصل جميع المشاركين مع العمل المشترك. من المهم لنا تطوير علاقات عمل متساوية مبنية على الاحترام المتبادل بين الممثلين، فهم بشر مميزون شخصيا وفنانون مبدعون يتحلون بالشجاعة الفنية.
مسرحياتنا مُعدّة للفضاءات المتواضعة والجمهور القليل نسبيا، وهذا من خلال محاولة لخلق تواصل حي وتحديات، وعلاقة شخصية عن طريق عمل متحرر من اعتبارات الشعبية، المبيعات ونيل الاعجاب، وبهدف الكشف ومنح تعبير مهدهد للصراعات العميقة للتجرية الانسانية.
تعرض مجموعة مسرح رون كنير في البلاد مختارات من مسرحيات المجموعة، إلى جانب برامج خاصة لمشاهد وقراءات نصوص. كما تعرض المجموعة مشاهد من مسرحياتها في المناسبات الثقافية والندوات. تقوم المجموعة بجولات في العالم، وتشارك في المهرجانات المسرحية والثقافية في سلونيك، طوكيو، لندن، فرتسلاف، براغ، نيويروك ونيودلهي.
بعض ما جاء في النقد عن مسرحيات المجموعة
تسمو روت كنير ومجموعتها بفن مسرح القصة إلى مرتبة جديدة… نجحت المجموعة التي تعمل منذ أكثر من عقد في صقل لغة مسرحية خاصة تدمج الحركة والتصويرات البصرية بشكل غير مسبوق… لغة عامية حقيقية، حيّة، نابضة، جارحة، مداعبة وصافية جدا… تأخذ روت كنير الكلمات والأوصاف وتبعث فيها قوة يمكن قياسها بمقياس الطاقة… تجد نفسك أكثر اصغاءً للكلمات ولعمقها المخفي… يجب أن تشاهدوا كي تصدقوا… تجربة حقيقية ونادرة… بركة صافية من المسرح الفاخر…
مجموعة مسرح روت كنير – بدعم مديرة الثقافة واستضافة فرقة بات شيبع